مفاهيم أساسية في صناعة المحتوى – إعداد استراتيجية المحتوى (2)

مفاهيم أساسية في إعداد المحتوى - إعداد استراتيجية المحتوى

قبل أن تتسرع ويأخذك حماسك لتبدأ بوضع خطة المحتوى، عليك أن تتريث لتقف أمام بعض الخطوات الهامة التي يجب القيام بها قبل مثل التخطيط Content Planning ووضع استراتيجية المحتوى Content Strategy.

في المقال السابق تحدثت عن إعداد المحتوى كمفهوم وأنواع كما تحدثت بعض الشيء عن التسويق بالمحتوى.

في هذا المقال سأتحدث عن عملية التخطيط وإعداد استراتيجية المحتوى بشكل عام، حيث سأتناول في مقال قادم آلية وضع خطة تفصيلية للمحتوى.

ويمكن أن نتناول استراتيجية المحتوى من خلال 6 خطوات أساسية:

1- قم بتحديد أهدافك من المحتوى

قبل أن تبدأ بكتابة أي شيء، وقبل وضع استراتيجية المحتوى يجب أن تتأكد من وجود هدف أساسي وواضح، أو حتى أهداف ثانوية.

فتحديد الأهداف يعني أن كل ما تعدّه من محتوى يجب أن يخدم تلك الأهداف ويعمل على تحقيقها.

هناك أهداف أساسية تنطبق على معظم الأعمال، وهي جذب المزيد من العملاء المحتملين أو المزيد من الجمهور.

ولكن في هذه الحالة يجب أن نحدد من هو الجمهور المستهدف أصلاً؟

بالطبع يجب أن تقوم بتحديد أهداف المحتوى حسب أهداف المشروع الذي تعمل به.

وبالتالي عليك أن تقوم بإجراء بعض الأبحاث عن الجمهور المستهدف، طبيعة الخدمات والمنتجات التي يقدمها المشروع، رؤية المشروع، المزايا النسبية للمنتجات، وغير ذلك…

2- قم بإنشاء نموذج عن الجمهور المستهدف

بعد أن أصبح لديك رؤية واضحة عن المحتوى وأهدافه والرسائل التي ستقوم بإرسالها لجمهورك.

لكن ما رأيك لو أعددت نموذجاً للجمهور المستهدف بحيث تفكر به كأنه شخص ماثل أمامك وترغب بمخاطبته؟ ليشعر جمهورك وكأنك تتحدث إليه بشكل مباشر.

في الحقيقة هذا ما يسمى بشخصية المشتري Buyer Persona، والتي بناءً عليها ستحدد مع من تتحدث؟ كيف تتحدث؟ وأين تجدها؟

لكن كيف يمكنك بناء شخصية المشتري هذه؟

هل تذكر حديثنا في المقال الماضي عن التسويق بالمحتوى؟ حسناً، حاول إذاً استحضار مبادئ التسويق التي تعلمتها لتستخدمها هنا أيضاً.

ستتعامل مع عملاءك أو جمهورك وكأنك تقوم بالإعداد لحملة تسويقية، تواصل معهم، حدد متطلباتهم واحتياجاتهم ورغباتهم، حدد أيضاً ما يكرهونه وما يبتعدون عنه.

قم بإجراء بعض الأبحاث أو حتى بعض التجارب، ضع خطوطاً مبدئية ومن ثم قم بتعديلها وتغييرها حسب نتائج تلك التجارب، لتصل أخيراً إلى الشخصية المثالية المناسبة للمشروع.

وما عليك في هذه الحالة إلا أن تقوم بمخاطبة هذه الشخصية لتوصل إليها رسالتك من خلال المحتوى المناسب.

3- اخرج مع المشتري في رحلة

لحظة! لا تتسرع وتحزم حقائبك! لن تغادر منزلك ولن تخرج في رحلة حقيقية، بل سترافق المشتري برحلته مع المنتج.

هناك ما يسمى برحلة المشتري Buyer’s Journey وهي الرحلة التي يخوضها المشتري قبل أن يقرر شراء الخدمة أو المنتج.

حيث تمر تلك الرحلة بعدة مراحل رئيسية يتم تحديدها بما هو مناسب حسب كل مشروع.

موقع HubSpot مثلاً يقترح ثلاث مراحل أساسية وهي: الوعي، البحث، اتخاذ القرار.

لفهم الموضوع بشكل أفضل يمكن أن نأخذ المثال التالي:

  • أنت تشعر بصداع، فتبدأ أولاً بمعرفة سبب هذا الصداع هل هو إرهاق أم مرض مثلاً، وهي مرحلة الوعي.
  • ستقوم بعدها بالبحث عن أساليب معالجة الصداع أو الانتقال إلى الحل، هل ستتناول قهوتك أم أنك ستختار بعض الأدوية، وهي مرحلة البحث.
  • وأخيراً مرحلة اتخاذ القرار التي ستحدد فيها تفاصيل ذلك الحل، هل تفضل قهوة مغلية مثلاً أو اسبريسو، ما هو نوع الدواء الذي ستتناوله؟

بماذا تفيدك رحلة المشتري هذه؟

في الحقيقة يمكن أن تحقق فائدة كبيرة منها، حيث يمكنك تحديد المرحلة التي يقف فيها جمهورك المستهدف ومخاطبته وفق تلك المرحلة للانتقال للمرحلة التي تليها وصولاً إلى شراء منتجك.

بمعنى أنك قد تحتاج إلى تحفيزه، والتأثير في قراراته من خلال المحتوى أو التسويق بالمحتوى كما ذكرنا.

4- قم بمراجعة المحتوى

لا أقصد هنا التدقيق، وإنما مراجعته لكي تضمن بأن المحتوى الذي عملت عليه يتناسب مع استراتيجية المحتوى أو مناسب للأهداف والمعايير التي قمت بوضعها بناء على شخصية المشتري أو رحلة المشتري.

ستساعدك عملية المراجعة على تنظيم المحتوى بالشكل الأمثل بما يتناسب مع استراتيجية المحتوى والخطة التفصيلية التي ستقوم بوضعها.

وفي هذه المرحلة يفضل مراجعة كل أشكال المحتوى الذي قمت بإعداده سواء الذي عملت عليه منذ فترة أو الذي عملت عليه مؤخراً.

حاول أن تتأكد من أن:

  • الكلمات المفتاحية موجودة بمكانها المناسب، وأن هذه الكلمات المفتاحية مناسبة بالفعل لشخصية المشتري.
  • تنسيق المحتوى مناسب لشخصية المشتري.
  • يقوم المشتري أو الجمهور المستهدف بالتفاعل مع المحتوى كما هو متوقع.
  • وبناءً على هذه النقاط، ابحث عن التعديلات والتغييرات اللازمة.

5- اختر نوع المحتوى المناسب

كما اتفقنا في المقال السابق، فإن المحتوى ليس عبارة عن مقالات فقط أو محتوى مكتوب، هناك المحتوى المرئي أو الكتب الإلكترونية أو غيرها.

وفي هذه المرحلة عليك اختيار النوع المناسب الذي يمكن أن يناسب جمهورك المستهدف.

وفي حال قمت بدراسة جمهورك المستهدف بالطريقة المناسبة لن تجد أي صعوبة في هذه المرحلة.

كم من الوقت يمضي هذا الجمهور؟ هل يفضل متابعة الفيديو أم الصور؟ هل يملك الوقت لقراءة مقالات؟ كل هذه الأسئلة ستساعدك للوصول إلى الوع المناسب.

6- قم بالترويج للمحتوى

وهي المرحلة التي ستبدأ فيها بالفعل بملاحظة الأثر الذي سيخلفه المحتوى بعد نشره وتوصيله إلى الشريحة المستهدفة.

وبالطبع أنت هنا لست بحاجة فقط لنشر المحتوى ووصوله إلى أكبر عدد من الأشخاص، بل أنت بحاجة لوصوله إلى فئة معينة من الأشخاص، لذلك فإنك بحاجة لاستراتيجية أيضاً.

قد أتحدث عن استراتيجيات الترويج أو تحديداً وسائل التواصل الاجتماعي باعتبارها الوسيلة الأكثر استخداماً للترويج.

لكن ما يهم حالياً هو أن تعلم بأن هذه الاستراتيجية يجب أن تتضمن كافة التفاصيل المتعلقة بإيصال المحتوى للشريحة المستهدفة، مثلاً حجم المحتوى الذي يتم نشره، المنصات التي يجب استخدامها، ما هي أفضل وسيلة للوصول إلى الفئة المستهدفة، وغير ذلك…

 

1 فكرة عن “مفاهيم أساسية في صناعة المحتوى – إعداد استراتيجية المحتوى (2)”

  1. مقال مقتضب لكن مفيد ولكن : – لا ارى ان المحتوى يجب ان يكون متوافقا مع اهتمامات شريحة ما تبحث عنها لتجتذبها بما تقدم لانه بالضرورة سيكون محتوى تقليدي ، لكن ما ابحث عنه هو محتوى جديد كليا يصنع جمهورة بنفسة ومثال ذلك الفنون المعاصرة ، تلك التى لم تكن قدمت او عرفت من قبل بل جاءت من افكار وخيال صانعيها بعد ان آمن كل منهم بما يريد ان يقدم للناس ثم تكونت القاعدة الجماهيرية، ليتنى استطيع او اوفق ، شكرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top