مدخل إلى ريادة الأعمال – تعاريف ومفاهيم أساسية في ريادة الأعمال (2)

مفاهيم أساسية في ريادة الأعمال

عند الحديث عن ريادة الأعمال تصادفنا العديد من المصطلحات أو المفاهيم التي تدور حول الفكرة الأساسية لريادة الأعمال، لكنها تختلف عنها في مفهومها وتفاصيلها.

في هذا المقال سأقوم بالحديث عن أربعة مفاهيم أساسية من خلال الإجابة عن أربعة أسئلة:

– ما الفرق بين رائد الأعمال Entrepreneur ورائد الأعمال المستقل Solopreneur؟

– ما الفرق بين ريادة الأعمال Entrepreneurship وريادة الأعمال المجتمعية Social Entrepreneurship؟

– ما الفرق بين الشركات الناشئة Start-ups والمشاريع الصغيرة Small Business؟

– ما الفرق بين الشركات الناشئة Start-ups والشركات الكبيرة Big Companies؟

وفي المقالات القادمة سأنتقل للحديث عن مفاهيم أخرى يجب التعرف إليها لفهم ريادة الأعمال بشكل أكبر.

ما الفرق بين رائد الأعمال ورائد الأعمال المستقل؟

رائد الأعمال المستقل Solopreneur هو مصطلح انتشر في الفترة الأخيرة، وإن كان شائعاً قبل ذلك عالمياً.

أما رائد الأعمال Entrepreneur فهو المصطلح الأكثر شيوعاً.

ولعل التسمية قد تكون كفيلة بأن تشير وحدها إلى الفرق الأساسي بينهما وهو أن رائد الأعمال المستقل يعمل بمفرده بدون فريق، مقارنة مع رائد الأعمال الذي يسعى لتشكيل فريق يساعده في العمل.

وفيما يلي سأوضح الفرق بشكل أكبر من خلال عدة نقاط:

1- رائد الأعمال ينتظر غالباً الفرصة للانتقال بشركته الناشئة لمرحلة أخرى

في الحقيقة يتطلع رائد الأعمال غالباً إما لتحويل شركته الناشئة لشركة أكبر أو ربما للاستحواذ من قبل شركة أخرى أو غير ذلك من الاحتمالات ليكمل عمله في المجال نفسه أو ربما الانتقال لعمل آخر.

في حين أن رائد الأعمال المستقل يميل غالباً للعمل على المشروع الذي يحبه، حيث يكون سعيد بعمله ويرغب في الاستمرار في العمل بنفس المجال.

2- رائد الأعمال يسعى لإدارة مشروعه دون العمل بكافة تفاصيله

رائد الأعمال يسعى فوراً لإنشاء فريق ليقوم بإدارته وتنفيذ المشروع. سيقوم بالاعتماد على التفويض على الأغلب ليتفرغ هو للتفكير بتوسيع العمل.

في حين أن رائد الأعمال المستقل فإنه حتى ولو استعان ببعض الأفراد ضمن فريقه فإنه يفضل العمل على معظم المهام بنفسه، فالعمل على مشروعه الناشئ هو بالنسبة له أسلوب حياة قبل أن يكون عملاً تجارياً.

ما الفرق بين ريادة الأعمال وريادة الأعمال الاجتماعية؟

من المفاهيم التي يجب علينا أن نقف عليها أيضاً هي الفرق بين ريادة الأعمال Entrepreneurship أو Business Entrepreneurship وريادة الأعمال المجتمعية Social Entrepreneurship.

يتم تعريف رواد الأعمال بأنهم الأشخاص الذين يعملون على إحداث تغيير الوضع الراهن وحل إحدى مشاكله من خلال اغتنام الفرص واستخدام الابتكار مع تبني مخاطرة معينة.

أما رائد الأعمال المجتمعي فإنه يعمل أيضاً على إحداث تغيير لكنه تغيير اجتماعي، مقارنةً مع رائد الأعمال الذي يتهم بالدرجة الأولى بالأمور التجارية.

وفيما يلي سأوضح الفرق بشكل أكبر من خلال عدة نقاط:

1- كلاهما يسعى لكسب المال لكن بدافعين مختلفين

إن القيمة التي يسعى رائد الأعمال لخلقها تعتمد بشكل أساسي على مقدار الربح الذي يستطيع تحقيقه، والذي سيستخدمه لتطوير عمله، إقناع المستثمرين بتمويل شركته، أو حتى لإقناع الشركات الكبيرة بالاستحواذ عليها، وغير ذلك.

ومن الأخطاء الشائعة هي التفكير بأن رائد الأعمال المجتمعي لا يسعى لتحقيق الربح، بل هو أيضاً يسعى لتحقيق الربح لكن لخلق قيمة مختلفة، حيث يستخدم عادةً هذه الأرباح لدعم القضية الاجتماعية التي يعمل عليها، وتكون القيمة في هذه الحالة هي المنفعة الاجتماعية أو التغيير الاجتماعي الذي سيستطيع القيام به.

2- الثروة والربحية مقياسين مشتركين لكن بأسلوب مختلف

كما اتفقنا كسب المال هو عنصر أساسي يعمل عليه أي رائد أعمال، وبالتالي فإن الربحية ومقدار الثروة التي يمكن تحقيقها هما مقياسان يستخدمان لقياس الأداء المالي.

لكن الأرباح التي يقوم رائد الأعمال بتحصيلها ستفيد كل من المساهمين، المستثمرين، الشركاء ورائد الأعمال نفسه.

لكن الأرباح التي يحققها رائد الأعمال المجتمعي ستذهب إما للتبرع أو لدعم مشاريع ومنتجات غير ربحية لكن ذات فائدة اجتماعية كبيرة مثل مشاريع المياه النظيفة على سبيل المثال.

وبالمثل فإن خلق الثروة وخلق التغيير يسعى إليه رواد الأعمال بمختلف أشكالهم.

لكن رائد الأعمال يقوم بتوظيف ابتكاراته في السوق وخلق تغيير في حياة المستهلكين بهدف تجاري وهو تعظيم الثروة.

في حين أن الثروة التي سيقوم بتعظيمها ليست إلا أداة تقوم بحل مشكلة اجتماعية، حيث يتم توظيف الابتكار هنا لتخليص المجتمع من معاناة معينة.

ما الفرق بين الشركات الناشئة والمشاريع الصغيرة أو المتوسطة؟

تحدثنا في المقال السابق عن تعريف الشركات الناشئة (الستارت آب Start-Up) وقلنا بأنها المرحلة المبكرة في دورة حياة المشروع الذي يعمل عليه رائد الأعمال، حيث تتميز بالتغير والنمو والانتقال فيما بعد لمرحلة أخرى ضمن دورة الحياة تلك.

ولابد هنا من التفريق بينها وبين المشاريع الصغيرة Small Business من خلال عدة نقاط:

1- الشركات الناشئة مؤقتة في حين أن المشاريع الصغيرة دائمة

اتفقنا على أن الشركات الناشئة هي عبارة عن مرحلة مؤقتة، حيث يسعى رائد الأعمال إلى تحمل المخاطرة وتغيير الكثير من شركته للوصول بها إلى مرحلة يستطيع فيها تحويل تلك الشركة إلى شركة كبيرة، أو حتى للاستحواذ من قبل شركة أكبر، أو غير ذلك من الخيارات.

في حين أن المشاريع الصغيرة هي مشاريع تبداً بحجم صغير وتسعى للاستمرارية بنفس الحجم في المستقبل، أي أنها تسعى لخلق نموذج ربحي ضمن وضعها الحالي دون التغيير من حجمها.

2- المخاطرة والابتكار

في الحقيقة، تعمل الشركات الناشئة على استخدام مزيج المخاطرة والابتكار لتقوم بتطوير الشركة وإجراء الكثير من التغييرات عليها بهدف الوصول إلى أفضل نموذج للربح.

تستخدم الشركات الناشئة منتجاً أولياً لكنها ستخاطر من خلال تطويره وابتكار المزيد من المزايا أو الحلول أو الأساليب للوصول إلى المنتج النهائي الذي يحل المشكلة التي انطلق منها رائد الأعمال، وفي الوقت نفسه يقوم بتحقيق الربح الكافي.

في حين أن المخاطر في المشاريع الصغير تنحصر في المنافسين الآخرين من أصحاب المشاريع الصغيرة وفي حالات أقل القدرة على الحصول على التمويل الكافي.

لكنها لن تخاطر أبداً بدخول أسواق جديدة والتغيير بمنتجاتها للوصول بها لأفضل منتج مناسب للسوق، حيث تعمل على استخدام منتجات مدروسة وأحياناً بعيدة عن الابتكار لتضمن حاجة السوق لها.

3- التمويل

قد يتم كل من الشركات الناشئة أو حتى المشاريع الصغيرة بمدخرات أصحابها.

لكن الشركات الناشئة تستطيع الحصول على تمويل أكبر من المستثمرين الذي يتطلعون للمساهمة بالشركة من خلال الأسهم أو حتى للحصول على جزء من الأرباح الكبيرة التي تعد بها الشركة الناشئة، أو ربما الاستحواذ عليها في المستقبل بعد تطور تلك الشركة.

في حين أن المشاريع الصغيرة تعود ملكيتها دائماً لصاحب العمل التجاري فقط، وهي بعيدة نوعاً ما عن كل ما من شأنه أن يغري المستثمرين في المشاركة بتمويل تلك المشاريع.

ما الفرق بين الشركات الناشئة والشركات الكبيرة؟

وأخيراً، لابد أن نفرق بين مفهومين آخرين هما الشركات الناشئة Start-ups والشركات الكبيرة Big Companies، بالإضافة إلى طبيعة العلاقة بينهما.

وفيما يلي سأوضح الفرق بشكل أكبر أيضاً من خلال عدة نقاط:

1- المخاطرة والربح

في الشركات الكبيرة هناك بعض المخاطرة والكثير من الربح.

في الشركات الناشئة هناك الكثير من المخاطرة وربح أكبر.

يمكننا أن نقول بأن هذه هي المعادلة الأساسية التي تعرّف كل من الشركات الناشئة والشركات الكبيرة.

إن الشركات الناشئة معرضة للفشل وذلك بسبب المخاطرة الكبيرة التي أخذتها، قد تعود أسباب الفشل لنقص في التمويل، سوء الإدارة، سوء التكيف مع البيئة وعدم الوصول إلى أفضل حل للمشكلة، وعدم القدرة على تحويل الشركة الناشئة إلى شركة ناضجة.

لكن في الوقت نفسه، فإن هذه الشركات الناشئة تدرك بأن هذه المخاطرة التي تقوم بتحملها، ستحقق لها أرباحاً هائلة في حال استطاعت تجاوزها.

في الشركات الكبيرة فإن الأمور لا تسير بالشكل نفسه، فهي شركة ذات وجود واضح في السوق، لن تستطيع خسارة موظفيها أو حتى عملائها، لذلك فإنها تتجنب الكثير من المخاطر التي يمكن تودي بها للفشل، وتركز بدلاً من ذلك على مقدار الربح الذي تستطيع تحقيقه في هذا الوضع لتطوير العمل من جهة ودفع المبالغ التي ترضي الموظفين من جهة أخرى.

2- الثبات والميل للتغيير

في الحقيقة تميل الشركات الكبيرة للثبات، حيث ترغب بالحفاظ على حصتها في السوق أو ربما السعي لكسب حصة أكبر.

وفي سبيل ذلك فإنها تسلك خطاً واضحاً وثابتاً يمكن للمساهمين فهمه، كما يمكن أن يضمن شريحة معينة من الزبائن دون المخاطرة بخسارتها بسبب التغيير.

لكن الشركات الناشئة على العكس من ذلك، فإنها تقوم على التغيير.

الشركات الناشئة تنطلق من مشكلة وتسعى لحلها، وبالتالي فإن محور تركيزها سيكون منصباً على المشكلة بحد ذاتها والتطوير من الحل لابتكار الحل المثالي الذي يحل المشكلة من جهة ويحقق أرباحاً هائلة من جهة أخرى.

3- الابتكار

يعتبر الابتكار من أهم الأدوات التي تستخدمها الشركات الناشئة، فكما اتفقنا الشركات الناشئة تنطلق من المشكلة وتسعى لتمييز نفسها من خلال الحل المبتكر الذي ستقدمه، والذي ستطلب منها العديد من التجارب والتغيرات.

لكن هذا الحل المبتكر هو الذي سيحقق لها أرباحاً هائلة فيما بعد، ويحولها ربما لشركة كبيرة.

في حين أن الشركات الكبيرة تستخدم الابتكار على نطاق أصغر، حيث تستخدم الابتكار في تطوير أعمالها الروتينية. لكنها لن تقوم أبداً بتغيير تلك الأعمال بشكل جذري ولن تستطيع تحمل تلك المخاطرة وخسارة الأرباح التي تحققها من بيع منتجاتها من خلال عمليات يومية.

هل لديك آراء أخرى تتعلق بهذه المفاهيم؟

شاركني بها 🙂

فكرتين عن“مدخل إلى ريادة الأعمال – تعاريف ومفاهيم أساسية في ريادة الأعمال (2)”

  1. شكرًا جزيلا لحضرتك بجد استفدت كتير من هذه المعلومات القيمه واريد استشارة حضرتك في مشروع ريادي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top