تجربتي في العمل الحر.. كيف بدأت العمل كمستقل باستخدام هاتف أندرويد (13)

تجربتي في العمل الحر.. كيف بدأت العمل كمستقل باستخدام هاتف أندرويد

بدايتي لابد وأنها مشابهة لبدايات الكثير من المستقلين الآخرين، وقد أحببت أن أسرد تجربتي في العمل الحر في المقال الثالث عشر أي نهاية سلسة العمل الحر هذه الموجهة بشكل أساسي للمبتدئين، لعلها تكون حافزًا لهم.

بدأت عملي في مجال العمل الحر منذ عام 2014 وقد كانت بداية غير مخطط لها، حيث قابلت آنذاك إحدى الأصدقاء لتقدم لي عرضًا للعمل معها.

كنت في سنتي الثالثة في الجامعة آنذاك، ولم أكن أمتلك لابتوب شخصي لذلك كنت أضطر لاستخدام هاتفي الأندرويد، والذي كان مع الأسف لا يستطيع دعم تطبيق جيد لبرنامج الـ Word بشكل كامل، فكنت أستخدم تطبيق آخر بميزات أقل وغير داعم للغة العربية حتى.

كانت ترجمة أي عمل تتطلب مني ضعف الوقت اللازم أو أكثر، حيث أقوم بترجمة المطلوب على الورق أولًا ومن ثم إعادة طباعته على الموبايل.

خلال تجربتي في العمل الحر واجهت عدد من المشاكل في ذلك الوقت، حيث كنت أضطر مثلًا لإرسال ملفات العمل لأحد الأصدقاء لحساب عدد كلماتها، وذلك بهدف حساب تكلفة العمل، وبالطبع لم أكن لأصارح الزبون بأن التطبيق الذي استخدمته لا يدعم هذه الميزة.

لكن المشكلة الأكبر كانت إقناع من حولي لأستدين المبلغ اللازم لشراء اللابتوب وأن عملي هذا سيساعدني على سداده في وقت قصير.

طبعاً المشاكل لم تقف هناك، فلدينا ظروف الحرب بكل تبعاتها بالإضافة إلى الوضع غير المستقر للكهرباء أو الإنترنت والذي أعاني منه لليوم فأحياناً يكون عدد الساعات الممكنة هي 4 ساعات فقط باليوم وبصعوبة، في الوقت الذي يعتبر به الإنترنت والكهرباء من أهم أدوات العمل عن طريق الإنترنت.

كيف انطلقت بعد ذلك؟

بدايتي لم تكن مع منصات العمل الحر كما هو حال عدد كبير من المستقلين، بل بدأت بالالتفات للعمل التطوعي الذي يثري معرض أعمالي وبالتالي يقنع أي عميل بخبرتي، وقد كان عملي آنذاك يتراوح بين الترجمة وإعداد المقالات فقط، حيث كان لي تجربة مع TED، WikiArt، بالإضافة لبعض المقالات التي نشرتها في العربي الجديد، ساقية، وغيرها.

ورغم ما وصلت إليه في عملي اليوم لم أتوقف عن العمل التطوعي، فإعداد المحتوى كان شغفًا قبل أن يصبح عملًا أساسيًا، ولعل آخر تجاربي كانت مع منصة Business Solutions التي جمعت معظم مجالات اهتماماتي تقريبًا.

قمت بتجربة موقع خمسات لكني لم أجده مناسبًا بالنسبة لي ولم أقدم فيه أي خدمة، وقد كان موقع مستقل هو الأنسب حيث قدمت فيه مجموعة من الخدمات المتنوعة لكني أيضًا لا أعتمد عليه بشكل كبير.

ما هي تجربتي مع إعداد المحتوى؟

خدماتي في العمل الحر تندرج تحت الترجمة وإعداد المحتوى بشكل عام، كما أنني قمت بالتخصص بشكل أعمق في مجال إعداد المحتوى. بدأت أولًا بإعداد مقالات بشكل عام وكان لي تجربة مميزة مع أكاديمية حسوب الغني عن التعريف، ومن ثم التخصص بمقالات تقنية Technical Writer لفترة كان أهمها فترة عملي مع موقع عرب بكس وهو أكبر موقع تصوير فوتوغرافي في العالم العربي، عملت على كتابة القصص، تحضير النصوص لمقاطع الفيديو أو الموشن غرافيك.

كما عملت ككاتب شبح Ghost Writer، محرر Editor، Proof Reader، كاتب محتوى على الويب Web Content Writer، كاتب إعلاني Copywriter وهو المجال الذي أميل للعمل عليه بشكل أكبر في الوقت الحالي رغم عدم وجود وعي كبير بشأنه وبشأن طبيعة استخدامه.

إن اهتمامي بالـ Copywriting ينبع بشكل أساسي من شغفي بالأعمال الإبداعية واهتمامي الكبير بربط التسويق بالمحتوى، حيث بدأت أولًا بالاطلاع على بعض الأمور والتقنيات التي يجب لأي معد محتوى الاطلاع عليها مثل SEO. وبدأت بعد ذلك بالبحث وحضور عدة دورات في مجال التسويق بالمحتوى Content Marketing، التسويق باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي Social Media Marketing، ومن ثم انتقلت للـ Copywriting على اعتباره من أهم تطبيقات التسويق بالمحتوى، وسعيدة جدًا بتقديم هذه الخدمات لعدد من الشركات حتى اليوم.

إلى أين الآن؟

برأيي وحسب تجربتي في العمل الحر، انتشرت فكرة العمل الحر بشكل مقبول في العالم العربي، أما في مجال الترجمة وإعداد المحتوى فقد كان الانتشار أفقيًا في معظمه، من مبدأ أن الترجمة والكتابة هي المهنة التي يجيدها الجميع والتي لا تحتاج إلى مهارات وبالتالي أصبحت المنافسة شديدة للغاية في حين أن هناك مستوى معين يسود جميع الخدمات وهو مستوى بعيد عن الاحترافية.

يمكن لأي شخص أن يسمي نفسه مترجم أو كاتب وهي التعبير السائد لمعد المحتوى، لكن من الصعب أن يدرك أي منهم الفروقات بين الاختصاصات والأدوات اللازمة لكل اختصاص، ومن هنا فإن مشاريعي القادمة ستتركز بشكل أكبر على إعداد المحتوى وتحديدًا الـ Copywriting بهدف تعريف الناس بها وباستخداماتها. كما أنها ستكون إحدى المواضيع التي سأفرد لها سلسلة من المقالات في الموقع في الأيام القادمة.

العمل الحر ليس نهاية المطاف كما يبدو للبعض، بل هو خطوة أولى لن تكون ذات نفع إن لم يتبعها خطوات أخرى مبنية عليها. فخورة جدًا بهذه الخطوة بكل جوانبها وفخورة بتجربتي في العمل الحر بشكل عام، ومتحمسة للخطوات اللاحقة، ولأني شخص متعدد الاهتمامات أو متعدد الإمكانات فإن أي مشروع قادم سيأخذ هذا المنحى بالطبع.

اقرأ أيضاً: ما هي مجالات العمل الحر؟ الدليل الشامل للخدمات عبر الإنترنت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top